Tuesday, 23 December 2014

دائما هناك جانب أخر لهذا العالم !



منذ فترة وجيزة بدأت بتكوين فكرة -بل و أصبحت  أعتقد اعتقادا جازما بها-  أن العالم هو عبارة عن عوالم متوازية , تتشابك بطريقة قد تبدو عشوائية و لكنها في الحقيقة محكمة الاتصال و الترتيب .
عالمنا غريب  !
أعرف أنها جملة مستهلكة و لكنه  الوصف الأكثر دقة .

مشاهداتي اليومية لهذا العالم حركت فيّ فضولا لأحاول أن أبحث و أستوعب ما الذي  يحدث من حولي ; فصرت أقرأ هنا و هناك وأحاول أن أجاري هؤلاء الذين يغيرون العالم و يصيغون ملامحه و يسيّرون دفّته إلى الوجهة  القادمة, و أقتنص فرص النقاش مع من يعتقدون أنهم جزء من هذه المجموعة ,و بالنتيجة توصلت لتشعبات و اختلافات و مسميات أكثر بكثير مما تحتمله سنواتي الاربع و عشرون : دول نامية , دول ناشئة , عالم ثالث , استدامة , حوار أالأخر , snap-chat, تعليم لامنهجي , تنظيم الدولة , ريادية , start-ups ,أزمة لجوء  , philanthropy , "World Arabic Language Day "   ….. و أشياء كثيرة أخرى أدخلتني في متاهات أكثر من أن توجهني إلى الإجابات التي كنت أبحث عنها .

بين كل هذا و ذاك , هناك  العالم  من الذين يعتقدون أنهم متعاطفون ويأبهون بل و يعطون الكثير للفئات "الأقل حظا"  حولهم  بالمشاركة بفعالية عالمية بمبالغ طائلة على طاولة مليئة بما لذ و طاب وإمضاء ساعات من اتخاذ قرارات تخدم تلك الفئات  - على حد قولهم-  و الدفاع عن حقهم في التعليم و غيره و الأهم من ذلك إظهار هذا التعاطف على شبكات التواصل الإجتماعي , هم نفسهم الذين ينهرون أطفال الإشارة ممن يبيعون العلكة أو المحارم ممن حرموا هذا الحق في التعليم .
في عالمهم كل فكرة أو حدث أو حرب  هي فرصة استثمارية  جديدة لمنتج يجب بيعه و تحصيل  واردات طائلة منه . ولكن هييي! هذه ليست صدفة ! بل هذا هو ترتيب العوالم .

الأن فلنقلب الصورة , مشهد أصبح جزء لا يتجزء من حياتنا -على الأقل حياتي- اليومية , 3 أو 4  أشقاء ممن لم يتجاوز عمرهم ال 7 أو 9 أعوام يلتصقون بالمارة هنا و هناك و يتوسلون بكل براءة مرددين " احنا لاجئين , منشان الله ساعدينا"  قد لا يعرفون ما تعنيه الكلمة "لاجئ"  أو حتى ماذا يعني اللجوء , ولكنهم يعيشون زواياها و حذافيرها يوما بيوم  .  لا أؤمن بصدقة مالية لطفل  فبها نسرق منه طفولته و نقتل بشريته و نسلب براءته . هل شاهدتم فرحة أو بريق عيني  طفل مددتم له لعبة أو ورقة و ألوان أو "شغلات زاكية"   ؟ من كان  يعتقد بوجود هكذا جمال في هكذا بؤس !
لكن , مرة أخرى , هل حدث كل ذلك محض صدفة ؟ أم كان عشوائيا ؟  لماذا تهجّر و تشرد شعوب دون أخرى ؟ لماذا  تسلب طفولة  هؤلاء بينما تدارى طفولة أخرين في الجهة المقابلة من العالم ؟

ثم بين هذا العالم و ذاك , هناك عالم أخر موازِ , ممن لا يشعر بالانتماء لهذا أو ذاك … لمن يتصف بالحيادية فلا هو فعال بهذا و لا هو ينظر إلى ذاك . يعمل 6 أيام بالأسبوع , يبيع و يشتري , يشاهد  و يسمع و يقرأ ما تتناقله الوسائط , يأكل و يتزوج و يربي الأولاد ,يبحث عن متعة مع العائلة أو بعض الأصدقاء لوقت محدود قبل أن يشعر بالضيق و الحاجة للعودة إلى البيت لينام .  مرة أخرى هذا العالم يساهم بالعالمين السابقين بل قد يكون من مسؤوليته تغييرهما !

بطريقة أو بأخرى كل هذه العوالم و غيرها متوازية , تبدأ و تنتهي عند نفس الخط ! و هي متشابهة و متشابكة  بعمق  فوجود أحدها يعتمد على وجود الآخر و استمراريته , قاطنو كل من هذه العوالم  قد يعلمون بوجود قاطني العالم الآخر , قد لا تُخيّل لهم  معالم سكان العالم الآخر و كيف هي حياتهم اليومية  , لماذا يغضبون , على ماذا يضحكون , كيف يحزنون , كيف يشعرون باختلاف الفصول ....
لكنهم يجزمون أنهم بعيدون كل البعد عنهم و آخر ما قد يخطر لهم أنه قد تُقلب موازين هذه العوالم و أنه من الممكن أن يُسيّروا إلى أحد هذه العوالم التي يستحيلون وصولها , حتى هذه الفكرة رغم عشوائيتها فهي ليست  حقا عشوائية !

أتساءل أحيانا بأي عالم من هذه العوالم أنا ؟ أو إذ كان هناك برزخ بينها يسكنه من لا يشعر بالانتماء لأي منها؟  ألم يشارك كل منا بصنع هذه العوالم ؟ أليست مسؤولية شخصية على كل منا أن نذكّر كل عالم بما يجمعه مع العوالم الأخرى ؟ ألا و هو بشريّتنا ؟  كيف ينام قاطنو كل من هذه العوالم ؟ بماذا يفكرون قبل النوم ؟ ….. إنها متاهة تستحق أن نمشي بها لو أخذت منا ألف عام !

ما أرجوه حقا - قد يدل على أنانيتي البشرية-  هو أن لا أموت و أنا محملة بذنب و عار " ماتت و هي لم تحاول "   !
ماتت و هي لم تنظر حولها لترى أن دائما هناك جانب أخر لهذا العالم  !





 *"و أعطي نصف عمري للذي يجعل طفلا باكيا يضحك "


*وجدت هذه الصورة على موقع earth heal ,   و كانت ملهمتي لهذه التدوينة .

Friday, 31 October 2014

Today .... 31-October -2014

Today, 31-October-2014, was no special !

Its the first raining day of this season in town , proclaiming winter has arrived … everyone is nostalgic, everyone is dramatically romantic , the number of the “winterly-depressed” has impressively increased … Fairouze songs are everywhere , photos of smoke and coffee with poetic captions … Everything seems perfectly cliche ! But that’s what happen every winter , though winter comes every year ! people tend to fall in love more and break-up more because it’s such an emotional season … Well , that’s the kind of things a 6 years old boy standing at the door of his so called home ,who lives in a tent so called “shelter” his jacket is soaking , no his shelter so called home is soaking , these kind of things he didn't give a damn !
The news on some TV channels at some medium house proclaims, 804 billion die every year out of hunger ,he wouldn't give a damn .

The number of refugees around the world is over than 10.4 million.

A worldwide celebration of Halloween.

“Car bombings leave dozens dead in Iraq .
UN envoy: Libya close to point of no return .
Clashes in Jerusalem after shooting of rabbi .... Israel reopens Al-Aqsa amid intense security “... 

People post and post and upload photos and download photos .

"WHO Director-General Margaret Chan says Ebola response 'did not match' scale of the outbreak" ... Because those who die are just numbers .

In an Internet minute, 204 million emails are sent, six million Facebook pages are viewed and 1.3 million YouTube clips are downloaded. Why would he give a damn !

Starbucks announces they will start delivering coffee by 2015 ... but again, why would he give a damn !

 People change the news channel , turn off the TV . They will show sympathy to the poor, yet shop in an overrated mall. Show intellectuality, yet buy their books form some over-priced capitalist book shop. They post , comment and argue about hunger ,poverty  and World Food Program in sophistication, yet they eat out in a restaurant they cannot afford and order amounts they cannot eat then throw away the left overs .

It is 2014 .Still he was enforced into a war he has no clue about . He was displaced . He was taken out of his school. He was humiliated in every possible inhumane way ... He is different now .He is scared. 

He stands , his jackets soaked .He stares .He gives the world a cold stare .He lives in hypocrite world.
So much for a 6 years old boy , who will be forgotten as fast as the click on a remote control to change the news channel , because they wanted to enjoy the romantic rain and forget bout those who suffer under the rain .


Today, 31-October -2014 , was a special day ,for this boy . He , It’s his first time to see the rainbow , to see the rain ... in his so called “new” home !



Since 2925 B.C

Saturday, 11 October 2014

في بلاد العجائب ...





لطالما استهوتني قصة " أليس في بلاد العجائب" , منذ أن أهدتني إياها أمي ضمن مجموعة قصصية لتحثني على القراءة , بعمر 7 أو 8 سنوات . وقتها تحديدا قررت اتخاذ بلاد العجائب كموطني الخاص و عالمي الذي أغوص فيه بعيدا عن الواقع كلما سنحت لي الفرصة . قضيت الكثير من أيام طفولتي و أنا أتخيل و أرسم  و ألون هذا العالم على ورق , كبر هذا العالم معي كلما كبرت و أصبح مهربي من الواقع كلما اشتد و تلاشت ألوانه .


بلاد العجائب ليست مستحيلة الوجود كما يعتقد البعض , فهذه نظرة سطحية !
ليست "زهرية" او خاصة بالفتيات … لا !
 تحتاج منك أن تنظر أقرب لترَ كم هي مليئة بالمفاجئات , بلاد العجائب بلاد صدوقة جدا و أهلها ودودون , يرحبون بكل من يؤمن بوجودهم بحفاوة … هناك تدفن الخلافات و يحتفل بالاختلافات , و يحق لجميع المواطنين امتلاك عوالمهم الخاصة دون أن يتعرضوا لأي أحكام مسبقة … الجميع مختلفون لكنهم متشابهون !


لا يوجد أنماط معينة متبعة , فالألوان في كل مكان … الكتب تستقبل بأحضان مرحبة بجميع طالبيها, الأفكار تتمشى حرة في الطرقات و ترتدي جميع الألوان , هناك حرب أبدية بين الأبيض و الأسود … البعض يقول أن الأبيض هو الذي ابتدأ , فهو  لم يتقبل  اختلاف الاسود و جموحه و حاول جاهدا ترويضه و صبغه و منذ ذلك الوقت و هما متخاصمان و متباعدان , ففي بلاد العجائب لا وجود للرمادي ! … لا شيء يوصف بالكمال  فجميع اللوحات تتمتع بشوائب ! تماما كلوحات الفنانين و الفنانات من البشر …
في بلاد العجائب , الحب مختلف ! قد تكوت تتمشى مستمتعا بالشمس بأحد الأيام لتصادف مشاعر , و دون أي مقدمات تغمرك هذه المشاعر و تعرقلك  و تمضي في طريقها دون أن تعتذر عما بدر منها أو حتى دون أن تمد يدها لتساعدك على النهوض مجددا لتجد نفسك مغطى تماما بغبارها ... مصابا بدوار خفيف و  رؤية زائغة و تشعر بحركات غريبة و مضحكة في معدتك و بدل أن تكون حانقا من هذا التصرف غير اللائق من هذه المشاعر الفظة تجد نفسك تتبسم متوردا طوال الوقت …


في بلاد العجائب لا تستغرب إذا صادفت أغرب الصداقات و أقلها توقعا ! فأعز صديقتين …  ملعقة و ساعة حائط ! قررتا أن تنظرا ما وراء اختلافتهما ليخلقا من هذه الاختلافات  أمتن و أجمل صداقة… هناك إشاعة تقول أنهما تتجادلان طوال الوقت و على اتفه الأسباب … حتى في وقت" الشاي المريح المقدس" على درجة لون تقديم الشاي المضبوطة , فملعقة تحبه بلون غروب الصحراء مائل الى الاحمرار  مع 3 قطع من السكر , بينما ساعة الحائط تحبه بني راكد كألوان الباستيل مع ¾ قطعة السكر … مع ذلك ما زالتا تتناولان الشاي معا منذ31 عاما او ما يزيد  او حتى 73  عاما ! ما الفرق ؟ فمن يعد سنوات الصداقة الجميلة ؟


بعد كل هذه السنوات ما زالت بلاد العجائب تناديني من وقت لآخر و تغريني لأغوص فيها و أنا أدرك كل مرة كم أن بلاد العجائب جميلة و واقعية أكثر مما نعتقد ,رغم جنون جميع قاطنيها !

أما زالت مجرد وهم غير واقعي ؟؟


عائلة السيد و السيدة قنديل من بلاد العجائب و أطفالهما  ;)



Friday, 3 October 2014

"The Recipe of Pure Happiness "




before you read , make sure you play this masterpiece by Le Trio Joubran click here 

This time the post is different ... not only it's in English , no ! but also this time , i couldn't not to share the beauty of the "Recipe of Pure Happiness" which was invented by one of the most beautiful personalities ... my kind-hearted sister Aya.
Well , as some of you were expecting and asking about the word of Istanbul , yes it took me a week to figure it out , not because the city doesn't communicate to you , but such glorious beauty shouldn't be rushed !
i've been writing and re-writing this specific post for long , but only then , i realized if someone should write about this , it would be Aya , the perfect traveling partner who doesn't only had passion for our Turkish adventure but she went through every tiny detail of it , enjoying it and making it even more beautiful , if it wasn't for her , i wouldn't make it by my own to figure out the word of Istanbul ! .... and yes i know , you're still waiting for it but first .... to make it closer , and help you imagining the warmth of it ... you need to get exposed to the "Recipe of Pure Happiness "  , the recipe is simple , it goes as follow : 
"1- Pick the perfect place.. a place that got it all.... breath taking nature, clean environment, outstanding culture, ancient civilization, musical language, and beautiful people.  
2- Pick your perfect travel partners ... an adventurous, crazy, and full of life partner.
3- before you go, study the language so you can communicate with people using their own words... it's far more fun than expecting them to speak English or using sign language.
4- Do some research about the country and its own culture, about the transportation system and how you can use it for your own benefit, identify the hot spots that you absolutely must visit, then write down a fun schedule.
5- when you get there, have courage, be strong, and don't be afraid from getting lost! it is the entire idea of being in a foreign country!
once you do this, I can assure you that you will feel that peaceful and pure happiness deep down in your soul . 
5- when you get there, have courage, be strong, and don't be afraid from getting lost! it is the entire idea of being in a foreign country!
once you do this, I can assure you that you will feel that peaceful and pure happiness deep down in your soul . 
5- when you get there, have courage, be strong, and don't be afraid from getting lost! it is the entire idea of being in a foreign country!
once you do this, I can assure you that you will feel that peaceful and pure happiness deep down in your soul . 

Istanbul, its been one week since I left... but I can't manage to step my memories aside and be able to get back to my reality and function normally, which doesn't matter actually because I'm happy .
Does it come to your mind by now !? .... me neither ! i believe Istanbul refuses to be normal and be defined by only a word ... but Istanbul , please allow me to say thank you for making me feel home , it's been a while since the last time i did ... because am already "nostalgic " ... that's as close as i could get ! your word is nostalgic ... 





Friday, 19 September 2014

كلمة لمدينة أو مدينة بكلمة ؟




هذه التدوينة ليست عن الكتاب إنما عن فكرة  !

في الكتاب اللطيف الخفيف " eat,pray,love"  الذي كنت قد قرأته الصيف القبل السابق -أو الذي قبله-  أدهشتني فكرة رائعة في الكتاب و هي تشع و تبرق أمامي و هي تحفر مكانا لا تتزحزح منه في عقلي ... ما الذي حصل ؟  حسنا , و بلا طول سيرة , في أحد الفصول تسرد الكاتبة بعض تفاصيل غداء كانت تتناوله باستمتاع تحت الشمس مع مجموعة أصدقاء التقتهم في هذا البلد الذي قررت أن تترك كل شيء و تأتي إليه لتتعلم لغته و تستمتع بطعامه و نمط حياة سكانه الشغوفين لتعيد ترتيب عالمها و تبدأ من جديد ... المهم , خلال كلامهم يبدأون بإعطاء كل مدينة كلمة تلتصق بهذه المدينة و تعبر عنها ... أي أنك بمجرد سماع اسم هذه المدينة ستمر هذه الكلمة أمام ناظريك .... ام أنك بمجرد قراءة أو سماع الكلة ستفكر بهذه المدينة ! هممم ... سؤال محير فعلا ...على كل ...ما أثار اهتمامي كيف أن مدينة بكامل تاريخها و حاضرها و واقعها ممكن أن تحتزل في كلمة واحدة !و بالتالي قررت أن أكرس مدونة- ليزداد عدد مدوناتي -  للمدن التي زرتها و سأزورها ,مغامرتي لهذه المرة ستكون لأستكشف الكلمة الملاصقة لمدينة اسطنبول "Istanbul "  ....   على مدى الاسبوع القادم سيكون التحدي كالتالي : سأجول اسطنبول برفقة صديقة العمر و كل ما نحتاجه هو خريطة ,زوج أحذية مريح و شهية نهمة لكل ما هو قادم .... ليس أكثر !

 أنا متأكدة أن اسطنبول ستفتح ذراعيها لنا و تثرثر كلمتها في أذنيَِ !


*** عودة للتوضيب في أخر لحظة !








Monday, 15 September 2014

"مدونتي" ...




لطالما كنت مدمنة تدوين … نعم تدوين كل شيء ! مؤخرا وجدت أني ما زلت أحتفظ بمدونات و مفكرات منذ كنت بسن الخامسة عشر ! و برغم تقلب الزمن و تطور التكنولوجيا السريع حيث أصبحنا محاصرين بها من كل الإتجاهات , ما زلت أجد سحرا  خاصا في الكتابة بالقلم على الورق ! مدوناتي - إذا صح التعبير- مختلفة , متنوعة و كثيرة … و منتشرة في أنحاء غرفتي و حقائبي فهناك واحدة للأعمال التي يجب أن أقوم بها و أخرى لتدوين المقولات المفضلة من أفلامي المفضلة و أخرى لتدوين مقولات الكتب … و احدة لتدوين وصفاتي الخاصة و أخرى تحوي رسوماتي ...و أخرى لتدوين أفكاري التي أدونها حالما تخطر لي خوفا عليها من أن تطير في عالم النسيان … و غير تلك "المدونات" الكثير … فقد لا أقوَ على الخروج دون مفكرة و قلم في حقيبتي … و لا أرتاح نفسيا و أظل مرتابة طوال الوقت دونها … فهي سلاحي السحري لمواجهة هذا العالم السريع ذو النمط المتغير و المتسارع يوميا , بل ذو أنماط متسارعة و متدفقة تجرف في طريقها كل فرد لتضمه حتى أصبحنا جميعا متشابهين أو مصبوغين بأفكار و أنماط قد لا تمثل أشخاصنا في معظم الأحيان … في عالم  بدأت تندثر فيه ملامح و مقومات الشخصية التي تجعل من كل فرد كيانا مستقلا و مميزا بحد ذاته  لتخرج جيلا موهوما و أكاد أقول جيلا يتهاوى بين متطلبات العصر الحديث , سريع التطاير و الإندماج ,يفرض علينا أن نحب نفس الأشياء و نكره نفس الأشياء , أن نساير نفس الأنظمة و الأنماط و أن نسمع لنفس الموسيقى ! التفكير بكل ذلك جعلني أدرك كم أشتاق لملامح شخصيتي العربية التي طالما كانت تهوى الإكتشاف و المغامرة و تعلم كل جديد و الغوص في ثقافات و لغات جديدة مع تأكيد الإرتباط بلغتي الأم و ثقافتي العربية !-أنا لا أدعو للمفاخرة أو لجاهلية العصور الأولى- بل للتأمل في جمال لغتنا و ثقافتنا وكم هو رائع أن نمارس هذا الجمال …لحظة أدركت أني ما عدت أعبر… بل ما عدت قادرة على التفكير أو التعبير عن مكنوناتي بلغتي الأم و صارت اللغة الأخرى هي الأسهل و لم تعد لغتي للتواصل سواء مع نفسي أو مع العالم الخارجي هي اللغة العربية , تلك كانت لحظة الحقيقية المرة ! و قتها , اتخذت قراري بأن أدون بالعربية ! … أن تكون لي مدونتي الخاصة ; أن يكون لي مكان رقمي لمواكبة العالم و مشاركته بيومياتي و لحظاتي التي أراها مميزة و أشعر بحب مشاركتها مع الآخرين … نظرياتي التي أعتمدها و أفكاري و مشاعري … فأنا أعشق هذه اللغة الفاتنة البسيطة و المعقدة في آن واحد و أقع في غرامها بسهولة فهي تخطف قلبي قبل أنفاسي كلما قرأت نصاً مزركشا بكلمات و تصويرات و تعبيرات تترتب جنبا إلى جنب بكل سلاسة أو حتى أبيات قد لا أفهم معظمها أو حتى أستصعب قرائتها . نعم ! أنا أحب اللغة العربية رغم ضعف قدراتي في استخدامها  و أرجو أن تحبني يوما ما و تجود علي بأن ترافقني طوال أوقات محادثاتي و تأملاتي و جميع أوقات تفكيري… حب متعب من طرف واحد !
كان ذلك القرار منذ سنتين أو أكثر و لقدريتي و إيماني أن الأشياء الجميلة في حياتنا يجب أن لا تُستعجل فهي تصل و تحدث  وقتما يجب أن تحدث لنا لا وقتما نريدها أن تحدث … لم أستعجل المباشرة في العمل على مدونتي ! و لكن هاهي الأن تحدث !
الأن … بعد عامين أو أكثر .


ستكون هي التحدي الشخصي بيني و بين لغتي الأم , لأن أخلق مساحة تعبير و مشاركة ليومياتي و لحظاتي المُختارة … سأدون باللغة العربية بشكل رئيسي … لكن سأترك نصيبا للتدوين باللغة الإنجليزية من وقت لآخر إحقاقا للعدل - قد إقتضى التنويه -
و خلال رحلتي في التدوين ما أرجوه حقا أن أجد نفسي في كل تدوينة  و أعرف ما أبحث عنه … و أتمنى أن ألهمكم لتعرفو أنتم أيضا ...


فليبدأ التدوين !!!!! ;)


 بعض من مدوناتي