Friday, 17 July 2015

رمضان لي







كنت قد قررت ليلة ثبوت رمضان, أن رمضان لهذا العام سيكون لي . لم أكن أعي في تلك اللحظة أن أبواب السماء مفتوحة - على 
قولة تيتا - وأنها كانت لحظة استجابة ; لأسباب مفاجئة و طارئة اضررت لقضاء هذا الشهر بعيدا عن حياتي المعتادة و انشغالاتها ; و كنت الرفيق الوحيد المتوفر لنفسي , لذلك كان يجب علي أن أعتاد هذا النظام الجديد رغم قلقي أنني لن استطيع الالتزام بقراري بأن رمضان لي , لكن ما أدركته بعد استيقاظي هذا الصباح و طقوس التجهيز مع العائلة لصلاة العيد كان مختلفا و منعشا .

أدركت كم كان رمضان لي هذا العام .
ما تعلمته خلال هذا الشهر كفيل ليمدني بطاقة تكفيني لشهور  كثيرة قادمة , تعلمت أن الفكرة ليست بكم مرة قرأت كتاب الله و لكن كم مرة  استشعرت رسائله في هذا الكتاب العظيم بأنه حولنا و معنا , تعلمت أن الدعاء و طلب العفو كل ليلة لن تكمل لذته ما لم نعفُ عن من حولنا والأهم من ذلك ما لم نعفُ عن أنفسنا , تعلمت أن ديننا ملون بعدد ألوان ملابس الأطفال أول يوم العيد , و أن السكينة التي ننشدها موجودة في أصغر الأشياء لو أصغينا جيدا لما هو حولنا , و أن ما يحدث لهذا العالم من جور و حرب  , و عدد المطرودين من ديارهم , على الرغم من بشاعته إلا أننا أحيانا قد نجد الجمال في أكثر الأشياء بؤسا وأن دعائنا و صلاتنا لهم ليست كفيلة بعودتهم , و أن الموت هو الحقيقة الوحيدة التي نتجاهلها يوميا رغم أنها أكثر حقيقة واقعية , و برغم تعاسته إلا إنه الحافز الذي يشحن شجاعة لنفسا فانية أن تسامح , أن تحب , و رغم أن الموت يشتهي الجميلين أولا , لكنه يأخذ الظالم في عز جبروته , ليحق العدل أيضا .

رمضان هذا  كان صعبا , مؤلما  و مليء بتدابير الله المفاجئة .... و لكنه بالتأكيد كان لي !


أحيانا  تكون الأسئلة معقدة ولكن الأجوبة بسيطة .









No comments:

Post a Comment